الاثنين، 23 مارس 2015

مدينة شيشاوة على ابواب الانتخابات الجماعية

     


       منذ الإعلان عن تاريخ الانتخابات المقبلة، وآلة الاستقطاب بمدينة شيشاوة لم تتوقف، والتي كشفت عن العديد من مظاهر الحملات السابقة لأوانها، من ولائم ومنح ومساعدات طبية وغذائية.
        فعلى الرغم من أن الحملات الانتخابية السابقة لأوانها «تقليد معيب » محلي راسخ دأبت عليه الكائنات الانتخابية المحلية وبامتياز يتوقع أن تكون الاستحقاقات الانتخابية المقبلة حاسمة وتشكل تحديا كبيرا لبعض هذه الكائنات ، وهو ما يفسر الحملات الاستباقية قبل أوانها، للبحث عن أصوات الناخبين بغرض تجميعها وضمان الاستمرارية.


        

          فعلى سبيل المثال تشهد الجماعة الحضرية لشيشاوة تجادبات قوية خاصة في مابين أعضاء المجلس الحالي مما فرض عليهم الخنوع والانبطاح لرغبة بعض الشخصيات والعائلات المتوارثة للعملية الانتخابية على المستوى المحلي للاحتماء تحت مظلتها بحكم توفرها على "الشكارة" . 


         فعلى بعد أشهر معدودة من هذه الاستحقاقات تحول المواطن الشيشاوي البسيط وبقدرة قادر و الذي يزن صوته الانتخابي ذهبا إلى أشرف مواطن على وجه الأرض وإلى " أمير" تكال له التحيات والانحناءات في كل مكان يتواجد فيه وكل عبارات التقدير والاحترام له ولأسرته الكريمة .
وتحول كل من يعتزم الترشح إلى كائن انتخابي بامتياز ومخلوق بشري يتقطر أدبا ورقة وحنانا على الأرامل واليتامى والمحرومين والمحتاجين من أبناء الأحياء التي كبروا فيها والدواوير التي ينحدرون منها والتي غابوا عنها لسنين طويلة ، ولم يتملكهم الشوق والحنين إليها إلا بمناسبة هذه الانتخابات .

          فين كانوا شحال هادي ؟
        هذا هو السؤال الكبير الذي ينبغي أن يجيب عليه المواطنون يوم الامتحان والاقتراع بتعبيرات مختلفة ردا على هذا الاستخفاف بذكائهم وعقولهم وهذا الاستغلال الحقير لمآسيهم وظروفهم المعيشية المزرية من قبل هؤلاء الانتهازيين الذين يتذكرون أصولهم كلما هبت رياح الانتخابات لصلة الرحم مع أبناء مداشرهم والأحياء السكنية الشعبية ، وتفقد المسالك الطرقية والماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي والمدارس والمساجد والملاعب الرياضية وغير ذلك من مرافق الحياة الضرورية .
          لامحالة سيكثر الود والاهتمام وفتح الأبواب التي كانت بالأمس مغلقة وستكثر الاعتذارات ، وسيأتي إلينا كل الحالمين بمقعد جماعي في صورة المهدي المنتظر والمنقذ من جحيم المعاناة . سيطرقون أبواب منازلنا ويزعجوا جلستنا بالمقاهي ويقدمون أنفسهم لنا على أنهم هم الأمل الوحيد وأن مفاتيح كل المشاكل والمعضلات الاجتماعية في جيوبهم وأن الله من وراء القصد ولاشيء أتى بهم في هذه الظروف الصعبة سوى حب البلد والمنطقة والرغبة في الصالح العام والغيرة على البلدة والجماعة ومستقبل أبنائها وبناتها . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق